الثلاثاء، 18 يونيو 2013

درسٌ أحمق (1)

كانت طفلة .. وربما لازالت , و إن أذاعت غير ذلك !

كانت تحب الودر .. وتمازح القطط وتلهوا مع اللٌعب ..

كبرت , فكبرت أمانيها , وزاد معها حب الورد و القطط وحتى اللٌعب !

زادت سنين العمر لكن لم تنقص براءة قلبها , وعطر جوفها , وشقاوة حركاتها ..

كانت تحلم بالكثير .. 

علّ أحد هذه الأحلام .. رجلٌ يحتضن شقاوتها , ويشتم عطرها , ويحنو على برائتها ..


................


في مجتمع كان يرى المرأة عار .. وربما لازال !
وفي مجتمع كان يعتقد بأن المرأة بضاعة .. وربما لازال !
وفي مجتمع كان يؤمن بأن المرأة للجنس فقط .. و لازال !

ذبلت ورودها .. وجفت ينابيع عطرها .. وخفتت طهارة شقاوتها ..

واختفت إبتسامة شفاهها !

حين جعلوها جعلوها بضاعة مزجاه !


..........


ذات يوم .. حضر لديهم أحمق , فأرادها .. وكان له ما أردا !

يا لسخافة تلك اللحظات ! وتلك الإبتسامات المزيفة , وتلك التمتمات الجادبة , وتلك الكلمات الشاحبة ..

تتأمله من بعيد .. لا تعرفه , فقط الان رأته من خلف الحواجز , تدافعها العبرات وتختنق بداخل جوفها العبارات , طفلة  .. لاتعلم بعد ماذا تقول وماذا تعمل وكيف تختار .. ومن تختار .. إن كان لها خيار ..!

.............

تسمع بعبارة " أهلك أدرى بمصلحتك" فأذعنت لتلك الدراية ..
وتسمع أيضاً " الزواج أستر للبنت" فأنتظرت ذلك الستر المزعوم ..


...........

 وضعوها بيد ذلك الذكر .. 

فذهب بها وما إن توارى خلف الأبواب .. حتى رماها ..!
كانت مجرد نزوة , أو "كشخة" فحصل عليها وأنتهت لذتها ونشوتها !


صُدمت بواقع مرير , فأمواج القدر القاسي تلطم بها ما بين ذكر لا يأبه وبين "عمةٍ " لا تلين !

إختفت ألوان الحياة .. وغابت شمس الإبتسامة .. وجفت ينابيع الأمل .. وتحمت مجاديف الطموح .. حتى لم يعد في جسدها مكاناً للروح !

لم تعد تعرف وجه السعادة .. حتى لم تميز رائحة الورد من غيره !

وآهٌ يا ورد .. فقد كان في يومٍ هو الرفيق .. !

ياااه حتى الورد نسيتيه أو أُنسيتيه يا مشاعل ؟

...........

رموها في جيبه وهي مشاعل .. و عادت و في قلبها من الهموما منارات و مشاعل !

رموها في حضنه طفلة .. وعادت مُسنة تجر الخُطا جر !

 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق