لا زالت تذكر تلك اللحظات البائسة التي قظتها في أول ليلة من ليالي الشقاء ,
تسرح بخيالها قليلاً .. تتسائل "ماذا لو بقيت تحت سلطة ذلك الذكر الى اليوم , كيف سيكون حالي"
تسرح بخيالها قليلاً .. تتسائل "ماذا لو بقيت تحت سلطة ذلك الذكر الى اليوم , كيف سيكون حالي"
تفتح سراديب ذاكرتها .. تتجول في أروقتها .. و تقلب أرشيفها .. و تتأمل جدرانها و أزقتها ..!
تتأمل تلك القصص والمآسي التي كانت تسمعها كثيراً , وتقرأ عنها كثيراً
وكيف يصمت عنها المجتمع ولا يلقي لها بالاً , فالطرف الأضغف فيها "انثى" والطرف الأقوى فيها "ذكر"
وكيف يصمت عنها المجتمع ولا يلقي لها بالاً , فالطرف الأضغف فيها "انثى" والطرف الأقوى فيها "ذكر"
فلانه .. يضربها ذلك الذكر الذي تزوجت به , ويدمي جسدها ضرباً .. وقلبها ألماً
تعاني منه الأمرين .. فقط لأنها تريد لفتياتها أن يعيشوا في كنف ذكر , ففي بلاد الذكور , لا تستطيع الأنثى العيش بلا ذكر !
وكأن الحياة اُختزلت في شاربه المفتول ؟
فلانة أخرى .. رضت أن تعيش مع زوج لا يفارق الكأس يده , ولا يترفع عن الوقوع في حول الساقطات وممن أرخصن أنفسهن لأجل لذة عابرة !
تتقبل كل تلك الأشواك .. فقط كي لا يجُزّها منشار المجتمع ولا تلوكها ألسن المتطفلات , فالنظرات والهمسات واللمزات لا تكاد تفارق محيط المكان الذي تتواجد به .. نعم فذلك هو حال كل ( مُطلقة ) !
تتقبل كل تلك الأشواك .. فقط كي لا يجُزّها منشار المجتمع ولا تلوكها ألسن المتطفلات , فالنظرات والهمسات واللمزات لا تكاد تفارق محيط المكان الذي تتواجد به .. نعم فذلك هو حال كل ( مُطلقة ) !
أما صاحبتنا .. فأبت أن تكون تلك الجارية عند ذلك الأبله , الذي خُيل إليه أنه سيد !
فـ راح يستعبدها !
أبت أن تكون قصة مكررة على هامش مجتمع يغلب عليه المرض ..
و بدئت بخط مسيرها ..
..................
دائماً ما كانت تضعف " مشاعل " حين تحاصرها الأعين , وتنهشها الألسن , وتجرفها الهمزات واللمزات !
لكن سرعان ما تعود قوية صامدة حين تتذكر أن الحياة لم تخلق لأجل ذكر
و أن المجتمع المريض يجب أن يعالج ممن أكتوو بناره , لا أن يُقابل تلك الأمراض بالصمت أو الإستسلام لها لتسري في أجساد المستهدفين لتفتك بهم ..
و أن المجتمع المريض يجب أن يعالج ممن أكتوو بناره , لا أن يُقابل تلك الأمراض بالصمت أو الإستسلام لها لتسري في أجساد المستهدفين لتفتك بهم ..
ففي هذه المجتمعات السقيمة , تتكاثر النباتات الضارة وربما السامة .. ومتى ما إستسلمنا للعيش بوسط تلك النباتات , فليس لنا من الموت بُد ..
.......
نهضت مشاعل وإقتلعت اول نبتة خبيثة , ومن ذلك الوقت .. لم تعد تؤرقها نظرات الحمقى حولها ..
بل كانت تنظر اليهم بثقة , وحين وتخاطب نفسها قائلة " بعض الحمقى يعتقدون أنني مسكينة لأني لا أعيش في كنف ذكر سوى أبي , ولا يعلموا بانني تحررت من عبودية ذلك الذكر , فإن كان ولا بد , فلن اعيش سوى مع رجل بمقدار حبي لأبي .. لكن هل ساختار .. أم سأساق كما جرى من قبل ! "
اليوم .. أصبحت أقل ألماً على ما فات .. ففي المستقبل لها أمنيات , تتجلى كلما نظرت في وجه طفلتها الصبوح ..
تخاطب أبنتها بصمت " صغيرتي .. كم أحبك .. كم أنا ممتنة لله الذي وهبني إياك , أنتي من يساعدني على البقاء , على الضحك , على التفاؤل .. على الحياة ..
صغيرتي .. صحيح أنني لم أستطع تحقيق جزء يسير من حلمي في السابق , لكني سأحقق كل أحلامي في المستقبل , وساحقق كل أحلامي فيك .. يا أملي في الحياة ..
صغيرتي .. لن أرمي بك في أحضان الحمقى كي تتفيئي ضلالهم , فقط لأنهم ذكور !
بل أنتي من يختار ذلك الرجل الذي يشاطرها الحياة , والأمل , الحب , والألم أيضاً
أتعلمي يا صغيرتي .. كُلما قست علي الحياة .. تأملت في وجهك النقي , و ضحكاتك البريئة , وشقاوتك المتجددة .. وسرعان ما تعود لي تلك الحياة ..
لما لا .. وأنا أراني فيك ..
صغيرتي .. أنا تحررت من قيود الحمقى لأجلك , وثم نفسي ..
أو بعد هذا أتوقف لأجل ذكرى ماضٍ قاتم , أو حاضرٍ قاسي , وأتناسى مستقبل مشرق !
أو بعد هذا أتوقف لأجل ذكرى ماضٍ قاتم , أو حاضرٍ قاسي , وأتناسى مستقبل مشرق !
بل سأعيش متفائلة , سأعيش ضاحكة , سأعيش مبتسمة , سأعيش طموحة , سأعيش مجتهدة وباذلة لكل الأسباب , كي أفوز على نفسي والحقمى .. وحتماً سوف أكون أنا كما أحب أن أكون ..
.......................
صغيرتي .. هيا ننطلق للحياة معاً , وكأننا وُلدنا للتو ..
بعيداً عن الحمقى , بعيداً عن المرضى , بعيداً عن كل تلك التعقيدات ..
سنعيش بقلوب بيضاء , صافية , نقية .. لاتعرف الحقد ولا الحسد ولا ترضى بالظلم لأحد ..
قلوب مليئة بالحب والأمل والحياة ..
صغيرتي .. بل يا كبيرتي ..
شكراً لكل تلك الظروف القاسية التي جمعتني بك ..
شكراً لكل تلك الظروف القاسية التي جمعتني بك ..