الأربعاء، 23 مايو 2012

موعـد ..!

واعدها في تلك الليله .. حدد لها المكان ..والزمان .. ووعدها بالحضور لوحده .. 
يريد الخلوة بها .. يريد التمتع بملامحها .. والأُنس بجوارها .. 
يبدو أنه مشتاق .. ومنذ زمن لم ينعم بهذه اللحظه .. فقد أخذته الدنيا منها .. حتى كاد ينسى ملامح وجهها .. لكن يبدوا أنها لم تنساه يوما ..

اقترب الموعد , بدل ملابسه .. اخذ شيئا من عطره .. أطل على نفسه في مرءاته الصغيره .. عدل مظهره .. ابتسم .. ثم ذهب ....

ذهب .. وقدماه تسابق إحداهما الاخرى .. ذهب وقد زادت عداوة عينيه مع جفونه .. فجفونه لاتكاد تريد الإفتراق .. وعيناه لاتطيق الإغماض .. فكلاهما يسابق الزمن لرؤيتها .. و لرؤية اللحظات الأولى من اللقاء .. وكيف سيكون حرارة العناق .. وكيف هي دموع الإشتياق  ..
لسانه لايردد إلا أسمها .. وقلبه لاينبض إلا حين ذكرها .. حتى أصبح لايتوقف عن ذكرها .. كي لايتوقف قلبـه حينها .. 

.. لقاء مُتقد ومليء بكل ما هو رائع .. مليء بالشوق .. مليء بالأمل  .. ملئ بالحب ..

لمحها من بعيد .. كانت تنتظره .. لكن يبدوا أنها سارحة بخيالها قليلاً .. و ربما تسائلت لماذا بعد كل هذه السنون اراد الخلوة بها .. لماذا الان ..!!

سمعت نبضات قلبه .. قبل وقع أقدامه .. أحست بلهفته .. قبل أن تحس بإيمائات جسده ويديه  .. شمت عطره .. قبل أن تتحسس إتجاه الريح .. 

قامت عند رؤيته من بعيد .. تبسمت .. .. وقع نظرها في نظره .. خالطها شعور رهيب لم تحدد تياره بعد .. لكنه مزيج هائل من الشوق والحنين .. والخجل ...!

أرادت أن تجري نحوه لتحتضنه وتنسى بأحضانه كل ما فات .. تريد أن تنسى كل لحظات الألم والفراق .. كل لحظات الوجع والإشتياق , لكن كان هنالك حاجز ما .. منعها


ربما خجلت من عيناه .. لذا طأطأت برأسها .. لكن لازالت الابتسامه تحيط بكل ملامحها ..

نعم فلازالت لاتقوى على النظر لعينيه لخجلها الشديد .. ولأنها لاتقوى على ذلك .. فالفراق كان طويل .. لكن الإشتياق سندانه أقوى من الحديد ..

أقبل اليها .. اقترب منها .. أمسك بها .. تأمل ملامحها .. دمعت عيناه .. احتضنها .. زاد من احتضانه لها ..
أطال الإحتضان قليلاً .. أبعدها قليلاً كي ينظر الى وجهها .. تأمل ملامحها مرة أخرى .. نطق بكلمة (اسف) فأتبعها بكلمة ( إشتقت اليك) ..

فقالت له : أحبك 

فضمها ضمة كادت أن تدخلها الى صدره .. قبلَ رأسها وجبينها 
وهي لاتكاد تنطق بكلمه .. فعيونها قد إنقلبت الى نهرٍ جاري .. أجلسها بجواره .. نظرت اليه .. تبسمت .. 

منذ زمن وأنا أنتظر هذه اللحظة كي أحس بحرارة إحتضانك .. ودفئ مشاعرك .. أتعلم .. منذ زمن لم أشعر أنني لا أريد أن أفيق في غير أحضانك .. مالذي حدث ؟ وماللذي تغير .. !!
هو: قبل كل شيء اريد ان اعتذر ..
هي: عن ماذا !!

هو : انتي أتيتي لوحدك .. و انا لست كذلك !!
هي :لكنك قطعت وعداً لي بأن تحضر لوحد !!
هو : نعم وقد فعلت 
هي : كيف ذلك !!؟
هو : اتى معي ضيوف ليُمتعوا أعينهم بك وقد حاولت ثنيهم عن المجيء لكني لم أستطع .. يعد أن أصروا على المجيء فلم يكن بيدي منعهم .. اتى معي الطهر .. والنقاء .. والحب .. والجمال .. الورد .. العطر .. وكل ما هو جميل في هذا العالم .. ليشاهدوا أقرانهم بداخلك .. أقرانهم اللذين تفوقا عليهم في كل شيء .. فليس لطهرك مثيل , وليس كنقائك شبيه , وليس بعد جمالك جميل , ولا يوجد من هو أطيب من عطرك ريح .. أتوا أيضاً ليسهروا جميعاً بجوارك .. ليأخذوا بيدك .. ويتراقصوا حولك .. ويغنوا لك أرق الكلمات .. ويعزفوا لك أجمل الألحان .. وأعلم أنه ليس هنالك لحن يوازيك ولا معزوفة تليق بقدرك

غاليتي .. انظري الى السماء كم تشبهك ..تأملي معي النجوم ايضاً تشبهك .. انظري الى القمر وهو مكتمل وضوئه في كل مكان.. هو لا يشبهك أبداً بل أنتي أجمل منه بمراحل .. ويأخذ ضوئه من ضيائك ..

تصمت قليلاً ثم تبتسم .. إبتسامه تجمع بين الخجل والحيـره ..
تلتفت إليه .. تجده لازال يتأملها .. تبتسم مرة أخرى .. تبادر بسؤاله
هي:حدثني عنك .. ماذا فعلت وكيف سارت الدنيا بك ؟

هو : لا أعلم ماذا أقول لك .. لكن بعد فراقك لم أجد صديق أوفى  من الدمع .. انا والدمع صديقين حميمين .. ولم أجد من هو أقرب لي غيره .. فلا يفهمني أحـدٌ كما هو الدمع .. فهو صديقي الوفي .. الذي كلم احتجته حضر .. واذا ناديته اجاب .. فبوجود الدمع ونزوله من محاجري . أكون قد أطفأت بحار من الهموم .. وأنهار من الأحزان ..

 بكت قليلاً بعد أن شاهدت بريق دموعه ..



لحديثهم بقيه ...