الأحد، 26 فبراير 2012

ليتني أعود طفل ...




ليتني أعود طفل ...



يوما ما كنت هنا .. 
يوما ما كنت طفلاً ..
يوماً ما كنت لا أعرف سوى الضحك .. الإبتسامه .. السعاده 
أما الان فقد كبرت .. وكبرت معي أشيائي .. وهمومي
ها انا ذاهب الى طرق الحياه المعقده

أشعر بهمومها , وأعيش معاناتها
ها أنا قد كبرت ولم يعد همي ضحكات والدي حين يعود 
أو قبلات أمي كل صباح
ها أنا قد كبرت ولم تعد غايتي شكل دراجتي .. أو جمال لعبتي الجديد .. أو ثياب العيد وحلواه ..


ها أنا قد كبرت يا أصحاب , ولم أعد أنتظر إستطالة الظل ..  لنجتمع لنلعب سوياَ !

ها أنا قد كبرت يا والدتي الغاليه
ولا أنظر الى إحمرار الشمس .. لأنام بحظنك الحنون الدافئ

كبرت وذبلت قواي .. وخارت عزائمي .. وقل إستمتاعي بالحياه
كبرت وذبلت إبتسامتي .. وخفتت ضحكاتي .. وتبدلت أحوالي وملامحي


كبرت ولم أعد ذلك الطفل الذي يناديني الجميع .. ويبتسم الكل لرؤيتي



كبرت ولم أعد ذلك الطفل الذي يقبلني الكل .. ويلاعبني من أختاره

كبرت وفقدت ذاك الشعور الذي يطغى على قلبي بأن الحياه جميله .. نقيه ..

رائعه .. طاهرة ! 

كبرت وشعرت بالبغض تاره وبالكره تارة وبالإنتقام أخرى ..

كبرت وفقد لذت الحب .. لذة الشوق .. لذة اللقاء ..

كبرت فغدى لون الحياه شحاباً ..!
 ليس لكثرة أحزاني و آلامي فحسب !
.. لكن ربما لأني رأيت الحياه على حقيقتها


ليتني أعود طفلاً .. لتبقى تلك الألوان الرائعه للحياه

ليتني أعود طفلاً لأحب الجميع .. وأبتسم للجميع .. ويبتسمون لي ..

ليتني أعود طفلاً لأعانق والدتي بشغف .. وأقبل والدي بلا ثقل أو حرج

ليتني أعود طفلاً .. وكلما أحسست بالبرد ألجأ لحظن والدتي



ليتني أعود طفلاً .. لأكون طفلاً .. وأعيش طفلاً وأموت طفلاً

.....

كبرنا ويبدوا أنه هرمت معنا حتى مشاعرنا !

فلم تعد تتحرك تلك المشاعر كما كانت !
لا للقيا صديق .. أو فراق حبيب ..

 لماذا ياترى ؟!!
هل لأننا فقدنا صدق محبتهم ..

ام لاننا لم نعد نشعر بدفء علاقتنا…

فتمر ايام عده دون ان نفتقدهم..
أنسينا كيف كنا نصرخ بشده لنلاقيهم..

كم كانت براءتنا جميله..وحياتنا اجمل
كم تمنينا ان تمضي الايام حتى نكبر
وتكبر محبتنا..وتكبر احلامنا لنعيش معا
كبرنا... نعم كبرنا ... ولكن تضاءلت محبتنا
وثقلت نفوسنا ولم تعد ترى الا ذاتها…



الكل منشغل بنفسه وحياته..ومشاكله وهمومه
وتناسى قلوب عاشت معها اجمل سنين العمره




ليتني اعود طفل ..
حتى اشعر بذلك الحب النقي ….

ليتني أعود طفلاً 
 كي لا احمل هماً ولا اعرف غماً ...

ذات يوم .. كنت طفلاً  وكنت اتمنى أن اكبر سريعاً ..فكبرت ..
وسرعان ماتمنيت أن أعود صغيراً .. فلم أعد .. فندمت ..

نعم ندمت  .. 

فكلما كبرت كبر همي وفهمت معنى آخـر للحياة  ..
كبرت وعرفت أشياء ليتني لم أعرفها ...

تعلمت بأن هناك خائنين .. وكنت أحسب كل الناس أوفياء ..
تعلمت بأن هناك كاذبين .. وكنت أُصدق الناس .. وأصدقهم ..
تعلمت بأن هناك منافقين .. وكنت أحسب الكلمات من القلوب واليها
علمت بأن هناك جارحين .. وكنت لا أتخيل أن يُبكي أحداً أحد !!
علمت بأن هناك متباغضين .. وقد تخيلت أن لاصوت يعلو على المودة والأُلفه
علمت وعلمت وتعلمت من الحياه .. ماشاب منه رأسي .. فتمنيت أن أعود طفلاً لأرى حياة غير هذه الحياه


حياه مليئه بالود والحنان والعطف والصدق والمروءه .. والحب .. نعم .. الحب




فياليتني أعــود طفلاً ...
ليتـــني اعــود طفـــلاً لا أعرف معنى الحياة


ليتني أعود طفلاً .. لأكون طفلاً .. وأعيش طفلاً وأموت طفلاً

الاثنين، 6 فبراير 2012

توادعنـا ...





الوداع ..

لحظة يصمت فيها كل شيء ..
الوداع ..
تبعثر للأحرف ,وتراعدٌ للأطراف ,وتناثر للكلمات
الوداع ...
حزن كلهيب الشمس تتبخر معه الذكريات لتسموا الى الفضاء
الوداع
تساؤلات عديده لا يُحسن الأجابه عنها سوى العيون فتجيبه..بنثرها للماء ..
الوداع ...
لسانه الدمع .. وحديثه الصمت .. ونظراتٌ تجوب السماء ..
الوداع..
هو القاتل الصامت .. والقاهر الميت .. والجرح الذي لا يبرأ....
الوداع ..
كالنهر الجاري والذي بعد سنين من تدفقه .. نضب !
..
أأه من لحظات الوداع كم هي قاسيه , مؤلمه ,صادمه , صامته

الوداع واقع ..وواقعٌ مر.. شئنا أم أبينا .. لكن عند الوداع أرسم بعينك أحرفاً فواحه ليقرأها مودعك , ويصله عطرها ولونها, فعبارات العيون هي رسائل الوداع .. بل هي أعظم رسائل يمكنك قولها في الوداع .. وان لم تنطق بحرف

.. أجعل من وداعك تجمعٌ رائع من المشاعر يتهافت الشعراء على وصفه.. وأجعل من وداعك لوحة يعجز الفناون عن رسمها

قبل الوداع
أذهب الى البحر.. أستثير أمواجه .. أقترب من مده .. تعمق في جزره .. لتشكو له كثرة دموعك

أنظر الى القمر .. تأمل ضوءه .. شعاع نوره .. جمال تكوره .. لتشرح له.. جمال حبيبك

أنظر الى النجوم ..وجمالية تلألؤها ..وتناسق بيرقها ..كيفية تناثرها.. لتصف لها تشتت فكرك

تأمل السماء .. رحابتها ..وكيفية بعدها .. ومدى أتساعها.. لتقول لها كيف ضاق صدرك


......


كانت تحبني .. وكنت أعشقها بجنون ..عفواً هل قلت كانت وكنت ..لالا بل لازالت .. ولا زلت

هي .. هي قلبي وفؤادي .. هي دائي ودوائي .. هي زادي وشرابي .. هي .. هي ..ماذا عساني أن أقول .. وكيف للأحرف أن تجتمع لوصفها .. وكيف للقلم السير لكتابة قدرها ..

هي من وهتبني قلبها الطاهر
في لحظة صدق
ووهبتني الحب والصدق والأخلاص
ومنحتني الأمان , وأجزلت لي العطاء .. وأحتضنت مشاعري.. وشاركتني الأحلام
ولملمت بقاياي الحزينة المتناثره

....!

في يوم وداعي أتت لتقول لي وداعاً .. وفي يومي رحيلي أتت لتقول لي الى اللقاء .. في يوم أفتراقنا أتت لتلقي علي نظرات الوداع 

.. أتت مسرعه ,تتأهب لرؤيتي..المكان يعج بالناس ..تتعجل الخُطا وسط الزحام .. رأتني من بعيد .. حادثت نفسها"نعم أنه هو ,حمدلله ,حمدلله" أسرعت صوبت نظرها بأتجاهي ..لم تتمالك نفسها ..بكت ..يبدوا أنها تذكرت الرحيل..أسرعت ..لاتنظر لطريقها أو للناس أمامها .. بل أن بصرها شاخصاً بي من بعيد .. أتت مسرعه..تركض .. بدءت تبكي ..لا يرتد اليها طرفها من النظر الي ..أٌقتربت مني .. وقفت أمامي ..تحاول مسح دموعها .. تريد أن تنطق بكلمه.. لم تستطع .. تتداخل تعابير وجهها بين الحزن والفرح..بين الشوق والحنين..بين اللقيا والوداع ..رباه مالي أرى هذا القمر قد شحب وجهه ولاتكاد تتوقف دموعه , رحماك ربي ..وقفت أمامي صامته وبداخلها أنين ..صامته وبداخلها صراخ ..صامته وبداخلها عتاب وألم .. وحب ..!

..نعم حب .. لازالت تحلق ببصرها نحوي .. تنظر في عيوني .. فيزداد بكائها .. لم أستطع الكلام ..ولم أستطع السكوت ولم أقدر على الحراك ولم أستطع الوقوف .. أقتربت منها قليلاً .. لم أتمالك دموعي .. فزاد بكائها .. لم أتمالك بعدها نفسي
فقمت باحتظانها بسرعه ..وبقوه .. فأجهشت بالكباء .. فظممتها بقوه .. فأزداد بكاؤها .. .. وبكائي
وضعت رأسها الشامخ على صدري .. أكملت بكائها .. صدرها يكاد يتقطع من البكاء ..
تضمني بقوه .. وتزداد حسرات قلبي .. وألمه و ولهه ..
تماماً كالطفل في حظن أمه لاتسمع الا شهقات البكاء .. هدئت !
همست بأذنها قائلاً: لاتبكي فأنا بجانبك.. لاتبكي
تكاد تهدأ ..
همست في أذنها مرة أخرى : أحبك
تضحك ضحكة ممزوجة بالدموع
وتهمس في أذني :ليس بقدر حبي .. ليس بقدر حبي ..وتشد شعري
أهمس لها:أنتي قلبي .. دمي .. مائي .. هوائي ..أنت .. أنت حبيبتي

تبكي قليلاً ...!

أختلس النظر الى وجهها .. أحاول مسحها دموعها .. دموعٌ من طهر ..دموعٌ من نقاء .. من عفه ..دموع .. دموع الفراق .. دموع الوداع .. دموع الرحيل

تحاول هي الأخرى مسح دموعي .. تتراجع قليلاً بعد أن لفتنا أنتباه بعض المارّه .. يااه.. أهناك أناسٌ حولنا ..لقد نسيناهم ..تضحك ..أبتسامتها رائعه,ساحره .. يخالطها قليلاً من الدموع ,فتزيدها جمالاً ونقاء.. تحاول مسحها بطرف كمها كي لاتزيد مواجعي .. ولا تعلم أني في داخلي نيران تحترق .. وبحارٌ تُسجر .. وغصون تتساقط ..

أُجلسها بجواري .. 





أحتظنها .. تضع رأسها على كتفي .. تسألني :هل تحبني فعلاً ..أرد قائلاً:من قال ذلك .. بالتأكيد لا
تضحك ..ووتضرب كتفي برأسها ..
تسأل مرة أخرى ..هل أكلت ..ماذا شربت ..هل نمت بالشكل المطلوب...!

أقاطعها قائلا: أحبك .. أحبك حد الجنون.. تضحك .. تحتضنني ..ترجع رأسها على كتفي ..أضع يدي فوق كتفيها..تمسك بكفي .. أمسك شعرها بيدي الأخرى ..:ماأجمل شعرها ..

نتمتم سويا وبداخلي عبارة لاتفارقني"بين فرحة لقانا ,, وهم فرقاك" .. نعلم أننا سوف نفترق لكن نريد عيش هذه اللحظه .. ف للفراق وقته وحزنه ..ومثل هذه اللحظات لن تتكرر ..

نستذكر الماضي .. أحاول أضحاكها بطرائف .. تسترجع الشريط الجميل .. نتحدث قليلاًً .. تنام على كتفي .. فهي تعبه ولم تنم الليل كله .. لحظات هدوء وسكوت .. المكان يعج بالبشر .. لكن هدوئها وهدوء طوفان قلبي ..يكاد ينسينا كل هؤلاء البشر .. تغفو قليلاً على كتفي .. وأغفو قليلاً على رأسها .. وأذا بصوت المنادي يخترق كل حواجز صمتنا .. معلناً بأن الرحيل .. قد حان .. قد حان

تصحو من غفوتها .. تراني ممسكاً بها ..تبتسم ..تحتضنني ..أبتسم ..

تسمع الصوت المنادي بالرحيل .. تضع رأسها على كتفي ..فتبكي ..وتبكي .. وتبكي .. .. وأنا كذلك

تسألني بصوت يملؤه الحزن ..الأحرف لاتكاد تُسمع :هل فعلاً سترحل

تزداد دموعي غزاره .. لأ أملك الرد .. لم أستطيع الكلام ..

تُصر:حبيبي أجبني ..هل فعلاً سوف ترحل ..!

نعم .. نعم يا حبيبتي .. فلابد لي من الرحيل .. لابد !

نبكي سوياً بصوت عالي .. أُمسكها من كتفيها .. أحاول ايقافها .. تقف بجسم متثاقل ..أمسك كلا كتفيها بيدي ..

:حبيبتي .. يجب أن أذهب الان .. ولازالت هي تبكي .. وتبكي ..

أحاول مسح دموعها .. بيدي

لا أستطيع الكلام ..

همست في أذنها قبل الذهاب : أحبك .. أحبك


تحاول الكلام .. أحرف مبعثره .. عيون تملؤها الدموع .. جسد تعب من قلة النوم وجور الزمان ..تسألني وحالها ليس بأقل من حالي
تسألني :حبيبي هل سوف تنساني ...!

ياااااه ..ماذا أقول ..وكيف أجيب وأي حروف تصف عشق لها..واي بحار تروي عطشي لها .. وأي هواء يغني أنفاسي عنها ..

كيف انساك

كيف أنساك يا حبيبتي،
وانت الذي ملكت ..قلبي وعقلي وروحي..
كيف انساك يا حياتي .. وأنتي حياتي
كيف انساك يا روحي .. وأنتي روحي

.
كيف أنساك !

وأنتي من وهبني
عطفه وحنانه وإهتمامه
وعشقـه وشوقـه وحـبه

كيف انساك ياحبيبتي

كيف انسى هواكِ .. وكيف انسى لُقياك ..وكيف انسى ذكراكِ

فكل شي حولي يذكرني بك .. حتى أنا


الأماكن تذكرني بك .. وحياة الروح تذهب بروحي عندك .. و قد الحروف توقد نار الشوق لك حبيبتي .. كل شي حولي يذكرني بك ..عطري ,لباسي بل حتى الطرقات التي سلكناها سوياً تذكرني بكِ ..

براءة الأطفال تذكرني بك .. طهر قلب الأم يذكرني بك .. خوف الوالد على ولده يذكرني بك ..قلمي يذكرني بك .. كلماتي تذكرني بك ..أوراقي تذكرني بك

فكري وقلبي وعيني كلهم يذكروني بك

فكيف أنساك

حبيبتي ..

لاتحزني على فراقي .. فكلنا راحلون

حبيبتي .. لا تجعلي الفراق يهز تلك الأعماق الرائعة فيك
لكن .. اليوم دقت أجراس الرحيل
وحان وقت الفراق
وبدأ العد التنازلي
لنبضات قلبي

حبيبتي ..

اليوم سأرحل
قد لانلتقي بعدها
اليوم ستموت كلماتنا
وتنتحر أحرفنا
وتدمع سطورنا
فاليوم .. يوم افتراقناا



حبيبتي هل لي بأمنيهة صغيره

حبيبتي كما عودتيني دائماً .. أريد العيش معك في يومك .. في نومك .. في أكلك .. في شربك.. في دارستك ..

وإخبريني بكل أخبارك

وكيف كيف سارت بك الحياه من بعدي

وكيف أصبحتي بعد غيابي

وكيف أصبح لون الأيام بعد فراقنا

وكيف باتت همساتك و خواطرك من بعدي




لا تبكي ياغاليتي حين تتذكين تفاصيل قصصنا سوياً
ولا تنهار دموعك
حين تتذكر بأننا لم نعد مع بعضنا

حبيبتي .. دائماً أتسائل .. هل سوف يبقى لدي الدافع للحياه
وقد فقدت ذاك الشخص الذي يعشقني بجنون وينتظرني بتلهف..وينتظرني بحب..وينتظرني بشوق .. وينتظرني بخوف

حبيبتي ..وأنتي في زحمة أيامك و أشيائك
تذكري في ذلك القلب المحب لك والذي أحترق ويحترق لأجلك
تذكري من كان يستلذ بقربك

تذكري من كان لايقظي اللحظات بدونك
ولا يشكي الا لربه ثم لك

حبيبتي .. لا تبكي
لأن الدنيا حرمتك مني
فقد حرمتني منك قبلاً


حبيبتي .. أنا لن أحسب كم سوف أعيش .. فحياتي أبتدأت بحبك وأنتهت بفراقك
فحياتي ليس كم بقيت عاما على على الأرض .. بل حياتي هي كم بقيت عاماً بجانبك



سلمتني قبل ذهابها ورقه صغير وذهب مسرعه وصوت بكائها لازال يتردد على مسامعي الي اليوم !




تقول:
(لِمنْ تَركنِي وغَابْ , أعْلَم انَه لن يرا عبراتي أو عباراتي بعد اليوم, وربما لا يَعرِفْ آهَاتي , لَكنْ هَكذا قَلبِي
لمن تركني وغاب , وأخذ قلبي وروحي وكل شيء ينبض في الحياة في جسدي .. أقول .. أحبك )